سورة المؤمنون - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


{فَمَنِ ابتغى وَرَاء ذلك} المستثنى. {فَأُوْلَئِكَ هُمُ العادون} الكاملون في العدوان.
{والذين هُمْ لأماناتهم وَعَهْدِهِمْ} لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق أو الخلق. {راعون} قائمون بحفظها وإصلاحها، وقرأ ابن كثير هنا وفي {المعارج} {لأمانتهم} على الإِفراد ولأمن الإِلباس أو لأنها في الأصل مصدر.
{والذين هُمْ على صلواتهم يحافظون} يواظبون عليها ويؤدونها في أوقاتها، ولفظ الفعل فيه لما في الصلاة من التجدد والتكرر ولذلك جمعه غير حمزة والكسائي، وليس ذلك تكريراً لما وصفهم به أولاً فإن الخشوع في الصلاة غير المحافظة عليها، وفي تصدير الأوصاف وختمها بأمر الصلاة تعظيم لشأنها.
{أولئك} الجامعون لهذه الصفات. {هُمُ الوارثون} الأحقاء بأن يسموا وُرَّاثاً دون غيرهم.
{الذين يَرِثُونَ الفردوس} بيان لما يرثونه وتقييد للوراثة بعد إطلاقها تفخيماً لها وتأكيداً، وهي مستعارة لاستحقاقهم الفردوس من أعمالهم، وإن كان بمقتضى وعده مبالغة فيه. وقيل إنهم يرثون من الكفار منازلهم فيها حيث فوتوها على أنفسهم لأنه تعالى خلق لكل إنسان منزلاً في الجنة ومنزلاً في النار. {هُمْ فِيهَا خالدون} أنث الضمير لأنه اسم للجنة أو لطبقتها العليا.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة} من خلاصة سلت من بين الكدر. {مِن طِينٍ} متعلق بمحذوف لأنه صفة ل {سلالة} أو من بيانية أو بمعنى {سلالة} لأنها في معنى مسلولة فتكون ابتدائية كالأولى، والإِنسان آدم عليه الصلاة والسلام خلق من صفوة سلت من الطين، أو الجنس فإنهم خلقوا من سلالات جعلت نطفاً بعد أدوار. وقيل المراد بالطين آدم لأنه خلق منه والسلالة نطفته.
{ثُمَّ جعلناه} ثم جعلنا نسله فحذف المضاف. {نُّطْفَةٍ} بأن خلقناه منها أو ثم جعلنا السلالة نطفة، وتذكير الضمير على تأويل الجوهر أو المسلول أو الماء. {فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} مستقر حصين يعني الرحم، وهو في الأصل صفة للمستقر وصف به المحل للمبالغة كما عبر عنه بالقرار.
{ثُمَّ خَلَقْنَا النطفة عَلَقَةً} بأن أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء. {فَخَلَقْنَا العلقة مُضْغَةً} فصيرناها قطعة لحم. {فَخَلَقْنَا المضغة عظاما} بأن صلبناها. {فَكَسَوْنَا العظام لَحْماً} مما بقي من المضغة أو مما أنبتنا عليها مما يصل إليها، واختلاف العواطف لتفاوت الاستحالات والجمع لاختلافها في الهيئة والصلابة، وقرأ ابن عامر وأبو بكر على التوحيد فيهما اكتفاء باسم الجنس عن الجمع، وقرئ بإفراد أحدهما وجمع الآخر. {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً ءَاخَر} وهو صورة البدن أو الروح أو القوى بنفخه فيه أو المجموع، و{ثُمَّ} لما بين الخلقين من التفاوت، واحتج به أبو حنيفة على أن من غصب بيضة أفرخت عنده لزمه ضمان البيضة لا الفرخ لأنه خلق آخر. {فَتَبَارَكَ الله} فتعالى شأنه في قدرته وحكمته. {أَحْسَنُ الخالقين} المقدرين تقديراً فحذف المميز لدلالة {الخالقين} عليه.
{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلك لَمَيّتُونَ} لصائرون إلى الموت لا محالة، ولذلك ذكر النعت الذي للثبوت دون اسم الفاعل وقد قرئ به.
{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة تُبْعَثُونَ} للمحاسبة والمجازاة.


{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} سموات لأنها طورق بعضها فوق بعض مطارقة النعل بالنعل وكل ما فوقه مثله فهو طريقه، أو لأنها طرق الملائكة أو الكواكب فيها مسيرها. {وَمَا كُنَّا عَنِ الخلق} عن ذلك المخلوق الذي هو السموات أو عن جميع المخلوقات. {غافلين} مهملين أمرها بل نحفظها عن الزوال والاختلال وندبر أمرها حتى تبلغ منتهى ما قدر لها من الكمال حسبما اقتضته الحكمة وتعلقت به المشيئة.


{وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاء بِقَدَرٍ} بتقدير يكثر نفعه ويقل ضرره، أو بمقدار ما علمنا من صلاحهم. {فَأَسْكَنَّاهُ} فجعلناه ثابتاً مستقراً. {فِي الأرض وَإِنَّا على ذَهَابٍ بِهِ} على إزالته بالإِفساد أو التصعيد أو التعميق بحيث يتعذر استنباطه. {لقادرون} كما كنا قادرين على إنزاله، وفي تنكير {ذَهَابٍ} إيماء إلى كثرة طرقه ومبالغة في الإِيعاد به ولذلك جعل أبلغ من قوله تعالى: {قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ}

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8